أنا متعبٌ
أنا متعبٌ. وكأي شيء راحلٍ أتألمُ
وكأنني حجرٌ مصاب بالهدوء
لن تسمعي مني الأنين…وإنما
في حضرة الصمت البهي أُحَطَّم
قدري جناح فراشةٍ
بالنار تغزل جرحها..
وتشد نور الشمس نحو رياضها
والريح تنهش من رحيق وجودها
لكنها رغم الأسى أبدا تراها تَبسَمُ
أنا لست كلّي إنما
أنا موجز عن جرح شعب
قد أضل سلامه
عرق البساتين الجريحة
حين تحصد عمرنا
ونظنها عبثاً نشيد بقائنا
من نحن؟
ما التاريخ إن لبست هويتنا الضباب
هل نحن من نرث الغياب
ودماؤنا حقاً مجاز ولادة للغد؟
أين الغد؟
قابيل يدنو من مصائرنا
ويغرز ناب شهوته انتقاماً للرمال
ملح الحجارة من خطانا يسأم
ويد الكلام تهشمت شِعراً
بلا وزن ولا معنى
تقدسُ سرَّ مالكِنا
وتحكي في ربيع الارض
صعَدنا نحو أدنانا
وبلادنا هذي التي فيروزُ أهدَتها ابتسامة صوتها
ومضت تغطيها بشالات من الحبق
مات الحبق!
لكنه لازال حياً في تراب الأمس
في نهدِ ام لم يزل يشتاق رشفةَ طفلها
مازال حياً في حضور الغائبين عن المكان
القاطنين تلالَ ذاكرتي
لا تبعدي قلبي عن الميناء
فلتتركيه ملوحا للراحلين
إلى النداء
والخائبين العائدين من النداء
هم يرجعون كأنهم محض صدى للاسم
لا الاسم..
لكنهم قد أتقنوا حبَّ الحياد واقسموا
أن البلاد هي البلاد لينعموا
بهدوء قافية تضمّد ميمَها
أنا متعب وكأي شيء راحلٍ أتألمُ
سأخون حزني إن ضحكت
سأخون صوتي إن هرمت
يا كل كلي في بلادي
ليتكم لم تهرموا
ليتكم لم تهرموا
محمَّد فاقي
Leave a Reply