الغفران

أطلب الغفران
أطلب أن تطير حياتي حرةً ورقيقة
مثل كلمة
“اغفر لي”

أيها الله
يا خالق الأنبياء والأصوات الحزينة
فعلت كل شيء
جعلت لكل الأشياء رائحتها
الوداع الذي لا عودة فيه
والوداع الذي فيه عودة
الأصدقاء الذين يخافون البحر
ويخبئونه في جوفهم
الحسرة وهي توقد الحطب
والنظرة التي لا يمكن أن يملأها أبداّ
كل الشعر في العالم

تركت لكل الأشياء أصواتاً
اليدان المعقودتان فوق حضن
والركبتين اللتين يؤلمهما صعود الدرج
فتبكيان في الليل
الأمان وهو يتفكك مثل جديلة طويلة
القصة التي تمنينا لها بداية أخرى
أو نهاية أخرى

لكنك أيها الله
لم تخلق قلباً واحداً
لا يرغب أن يكون عاشقاً

كيف نحب الذكريات وهي مؤلمة إلى هذا الحد؟

الغفران
على الأشياء التي لا ذنب لي فيها
على الأصدقاء الذين يصيرون أعداء
على المرور في الطريق الخطأ
على النداء بعد فوات الأوان
على الباب المفتوح آخر الحب
على النسيان
وعدم النسيان
والشك الذي ينمو مثل شجرة مسمومة في القلب.

مروة ملحم

Leave a Reply