القشة الغريقة
القشة أيضاً تتعلّق بغريقها
وحدها تحمل عبء موته الثقيل.. تجفف العرق عن جبين احتضاره
تربّت على كتفه المكسور .. تجرر قدميه المثقلتين
تمسح وجهه بعجزها .. و تبكي
القشة أيضاً .. يخذلها التخلي الاول بعد النجاة
تكرار الألم مؤذٍ أكثر من الألم نفسه، علّموا قلوبكم الطاعة بعد الخذلان الأول.
للقلب عضلات أيضاً، اصقلوها بالغياب.. درّبوا قلوبكم على رفع أثقال الراحلين كل يوم، لعلّكم بذلك تبرأون من وَهَن انتظار العودة.
على متن هذه المجرة القلقة دوماً
و المهددة دوماً بخطر الموت غرقاً بالحقيقة أو حرقاً بالواقع..
! لم أستطع بعد أن أتفهم كيف ترتكز الحياة على التخفي البحت عن عيون الحقيقة
وكيف علينا أن نطبق أعيننا ارتعاداً من كارثةٍ أو زوبعة ما كانت يوماً إلا نحن في واقع الأمر!
و كيف لي أن أنجو و لم أتعلم بعد كيف يغيّر سطح البحيرة وجهه كل ما مرّ عابر سبيلٍ في الجوار..
الخذلان : شجرة تتعلق بغيمة ، الغيوم لا جذور لها.
و الغباء : الشجرة نفسها تتعلق بغيمة ثانية.
إننا نتحول تدريجياً لكل الأشياء التي كرهناها في من نحب.
نحن لا نرحل، نحن نُعدى بالقسوة
Leave a Reply