فتاة الرخام
أنام هنا، وأصحو قبل ألف عام
أحبك اليوم
ويبدو كما لو أنني أحببتك لألف عام
لا أعرف كيف انتهى بي الأمر
لوحة رخامية على جدار متحف
قالوا أنني كنت ابنة حداد
وقالوا أنني كنت راقصة في بلاط الملك
أو ربما كان سلطاناً عظيماً
وقالوا أنني فعلت كل ما فعلت
كي أحظى بقلب السلطان
قالوا أنه كان لي
شعر أسود طويل
وخصر نحيف مثل ياسمين
حبيبة علاء الدين
لكن لم يكن لي مارد
يأخذني إلى قلب الأمير
ولا بساط سحري
كي أطير في الليل إلى شرفته
وأغني له تحت ضوء القمر
قالوا لي أنني مشيت في السوق الكبير
وكتبت قصائد طويلة
قرأتها بصوت عالٍ
لأحكي كيف صار قلبي
مروحةً من الريش
تحلم أن تهتز فوق سريره
وصارت يداي وسادة من الحرير
تحلمان أن تستلقيا تحت رأسه
أحبك اليوم
كما لو كنا كلينا
قد هربنا من حرب عظيمة
أنت كنت فيها محارباً
وأنا الفتاة التي تضمد جراحك
وتصب لك الماء عند المغيب
لكنني عندما أصحو
أجدني في مكان غريب
ويقولون لي أن السلطان قد مات
وشيدوا له قبراً عظيماً من الرخام
وأن الزوار بعد ألف عام
يحضرون إلى قبره
ولكنه حين مات
تبعته فتاة بشعر أسود طويل
وقرأت له الشعر حتى ماتت
وتحجرت مثله
وصارت لوحة رخامية
علقوها بالقرب منه
في متحف كبير
مروة ملحم
Leave a Reply