الحنين
يقول الشاعر الكبير محمود درويش:
“الحنين ندبة في القلب.. و بصمة بلد على جسد..”
و هذا ما لاحظته عندما نظرت إلى جسدي من الداخل.. مليئاً بشظايا الحنين و كأنني الآن خرجت من حادثة تفجير انتحاري.
و لأن الأشياء الجوهرية أكثر بساطة مما نعتقد.. اعتدت على النظر في المرآة كلما أشتاقكِ، عندها فقط أرى نفسي أكثر جمالاً.
و لأن الحنين نقص يصيب القلب و الذاكرة قررت أن أتكامل من مطرح النقص نفسه، قد تعتقد يا عزيزي القارئ أن هذه الفكرة فلسفية و هذا صحيح..
لكن عليكً أن لا تنسى أن الحنين هو أحد أشكال الألم و الألم يجعلنا ننظر للأمور على حقيقتها أو على الأقل من منظار مختلف.
البارحة تنذر شوارع دمشق بأنكِ قريبة من هنا و هذا ما جعلني أتوتر بشدة و بشكل لاحظه أحد رجال الأمن في الطريق.. و حاولت أن أعرف بما يفكر لعلّه قال:
“شاب أشعل الشيبُ قلبه يمرّ من هنا”
تلك هي المرة الوحيدة التي أشعر بتعاطف حكومي رسمي معي..
في المساء يعم الهدوء الحيّ العتيق الذي أقطنه.. لكن للحنين طقوس صاخبة تدفع المصاب به إلى هاوية الحبّ هناك حيث يسيل جرح القلب حلوى و سكاكر بمحاولة لتلطيف كل هذا الفراغ..
الفراغ في الحنين كصدى الصوت و كقمة الجبل وهو بعيد و قريب يعصف بالجسد حتى يتمكن منه وهنا تبدأ أعراض مرض الشقيقة الذي يصيب الرأس و يجعله نصفين.. بت أدرك أن الحب المكون من نصفين أتى من هذا المرض.
حان وقت النوم..
لن تستطيع يا عزيزي القارئ النوم ما دام قلبك مشتعلاً و من هنا أتت فكرة المهدئات الطبية التي تحتال على الحنين مؤقتاً.
و لأن الحنين أمر روحي لن تمنعه المسافات البعيدة و لا الوقت الطويل بل على العكس هذا ما يزيده..
و الجميل بالحنين و لا سيما الحنين الدمشقيّ أنه يذكرنا بأننا مازلنا عاطفيين رغم هذا الدمار….
هامش:
لأن الحنين
صلاة العاشقين
هللوليا.. هللوليا
رامي الخيّر
Leave a Reply