ممنوع
أنتِ وحيدةٌ تماماً.
أنتِ خطيئة آدم الأولى، والتقّمصات العديدة اللاحقة لهذه الخطيئة.
أذكُرُ حادثة بلوغِ ابنةِ الجيران.
كانَ هناك الكثيرُ من البكاء الممزوج بالضحكات.
“لقد أصبحتِ فتاةً كبيرةً الآن يا حبيبتي” يقول لها الجميع، قبل وضعها في صندوق خشبيّ صغير ينغلق بألف قفل.
وأسأل: كيفَ للقليل من الدماءِ أن ترسم الحدود والقواعد لحياة شخص ما؟
أنتِ وحيدةٌ تماماً الآن.
سيقررّون عنكِ كلّ شيء، و سيتكلّمون بلسانك
لكِ كاملُ الحريّة، ولكن عليكِ أن تخفضي صوتك متى استطعتي
وربّما القليل من مستحضرات التجميل لتظهري أجمل.
لك كاملُ الحريّة، لكن العمل خارج المنزل متعب
والوحوش في الغابة تنتظر خروجك.
لكِ كامل الحريّة،
بإمكانكِ أن تكوني كلّ ما أردتي… إلا أنتِ.
وقد صارت ابنة الجيران دمية “الماريونيت” المفضّلة للجميع الآن…
ملابسها، صوتها، ضحكاتها في المنزل وفي الطريق على حدّ سواء
علاقاتها وصداقاتها
ومستقبلها القريب والبعيد.
أصبحت حياتُها تدور حول بضع كلمات…
“ماذا سيُقال عنكِ الآن؟”
أنتِ وحيدةٌ أبداً.
ولئلا تقلقي من هذه الوحدة، سيجد أحدهم لكِ الزوج المناسب.
ستصبحين ربّة المنزل المثاليّة غداً، يا فتاتي الصغيرة.
حدّثتني صديقة عن آلام الطمث الأول.
أخبرتُها أنّ كل ذاك الثقل هو عالمٌ بأكمله باتَ الآن في رحمها.
وأنّ هذا الألم في الظهر يعود إلى كلّ من سيمنعها عما تريد.
وأنّ دقّات القلب المتسارعة، هي كلّ علاقات الحبّ التي لن تختبرها يوماً.
ضحكت صديقتي من كلامي وجعلتني أقسم ألّا أخبر أحداً على إطّلاعي على هذا السرّ العظيم عن عوالمِ الأنثى.
واعتذرت منّي عن أيّ لقاءٍ لاحق في المستقبل… لأنّ الفتاة الكبيرة لن تستطيع الخروج مع أصدقائها الفتيان بعد الآن.
آية النملي
Leave a Reply