يراعة

أعلمُ بأنه يفترض أن يكونَ نصً عن الأمل ولكن لأكون صادقة أنا أحاول الكتابة منذ أسبوعين واسأل نفسي في كل مرّة أمسك بها القلم لماذا وافقت على هذه الدعوة, أنا أصلاً لست واثقة إذا كان لدي أمل بالأساس, وماذا يعني أمل وكيف عليَّ أن أختصر الأمل في صفحتين.

ما سأقراءه اليوم هو جديد وجديد حتى بالنسبة لي وليس بالضرورة أن يكون صحيحاً. هي فقط تجربة خاصة لا أكثرأحاول من خلالها أن أجيب نفسي لماذا سأستيقظ غداً.

لم أستطع الكتابة عن الأمل بشكل عام كان سيكون ذلك نفاق لا أكثر لذلك قررت الكتابة عن لحظة أمل.

تموز المانيا 2021

الساعة الآن الثانية صباحاً

أشتمُ في سريري منذ ساعتين ……تباً 

يبدو بأنني لن انامَ قريباً 

نهضتُ من الِفراش واتّجهت إلى الشرفة باحثةً عن بعض الهدوء , كانت ليلى هادئة  لا قمر فيها , أبحث في جميع النوافذ من حولي عن ضوء ما يشاركُ وحدتي ولكن لا أحد فقط أنا وأرقي.  

اقول في نفسي هذا الهدوء بحاجة لفنجان قهوة.

قاطعَ شرودي ضوءٌ متقطّعٌ أمام إحدى الأشجار,

 يكادُ لا يُرى أعتقدتُ للوهلة الأولى بأنها فقط تخيلاتي إلى أن عاود الظهور مرارا ًومراراً,  وفي اللحظة التي استطاع بها عقلي تفسيرذاك الضوء سرت قشعريرة باردة في كل أنحاء جسدي.

 نعم يبدو بأن هنالك من يشاركني أرقي إنه ذلك الكائن الصغير مرّةً أخرى يؤدّي رقصتهُ بكل ثقة وكأنهُ يعرفُ جمهورهُ جيداً فلا داعي للقلق والتردد.

للحظات أخذني ذلك الضوء لمكانٍ آخر, مكان ٌ لم أختر أن أكون به, مكانٌ خارج عن الخريطة,  خارج عن القانون .

أذكر تلك الليلى جيداً, كانت حالكة السواد لا قمر فيها  تماماً كليلتي هذهِ,  لكنني حينها كنتُ أستطيعُ سماع خوف من حولي سماع أنفاسهم المتسارعة وتعرقهم البارد  في ذلك الظلام استطعت رؤية خيالاتهم المنهكة أجسادهم الفارغة إلا من الخوف والأمل.

هنالك!!!

أجلسُ خائفةً منذ أكثرَ من ساعتين خلف مجموعةٍ من الأشجارلقد تخدرت قدماي ولم أعد أشعر بهما, بين الحين والآخر أحاول التعرّفَ على وجوه من حولي ولا استطيع ألتوقف عن العد واحد أثنان ثلاثة أمّي إلى جانبي أُختايا أمامي والكثير من المجهول من حولي.

 لا أعلم بالتحديد أين كنّا, كل ما أعرفهُ أننا كنا  في بقعةٍ حدوديّةٍ ما بين بلدين.

هنالك!!!

كنتُ أرتجفُ خائفةً لحدِ الموت إلى أن قررت تلك المخلوقات أن تؤدي رقصتها الإلهية .

نعم,  وسط كلِ ذلك الظلام,  وسط كلِ تلك الكأبة قررت الحياة ان تريني ولأوّل مرّة في حياتي ذلك الكائن السحري. أيُّ رسالةٍ هذه, أيُّ أمل, لشخصٍ قد أنهكهُ الأمل.

لا أعلم إذا كنتم تستطيعون تخيّل ما كنت أراه هنالك, أو حتى حجم الأثر الذي تركته بداخلي .

فقط مراقبتها وهي ترقص أمامي كانت كافية لتنقش ندبةً لم أخترها ولكنها الأجمل.

نسيتُ خوفي تماماً وعاد تنفّسي إلى طبيعته وعدتُ إلى شرفتي وأنا أبتسم واقول في سري نعم هذا أمل.

ساندي ايشوع

Leave a Reply