يناسبني المقاس الأصغر على الإطلاق في الملابس والأحذية

معضلة الحصول على أصغر قطعة في السوق لا تُحلّ بسلاسة في كل مرة، أخذت أختي الكبرى المقاسات المثالية وتركت لي الأصغر على الإطلاق

في المطبخ أختار أصغر ركوة قهوة.. أصغر فنجان.. أصغر صحن وتأخذ أختي مقاساً معتدلاً

حصتي من الطعام أصغر من حصص الباقين

في العلاقات أمتلك أصغر دائرة، أغلقها بإحكام وأنام في وسطها مرتاحة، لكن أختي تنام ملء جفنيها دون دوائر أو إغلاق

في فنجان العرافة، دوماً أمتلك سمكة صغيرة، صغيرة للحد الذي لا يسمح برؤيتها قبل التمعن الشديد، ثم تجبر خاطري قائلةً: /سمكة صغيرة بس حلوة/، وتقول لأختي: /حوت/

في الحب جمعت صغار القلوب كلّهم في دفتر ذكرياتي، صغار الوعود.. صغار البقاء.. صغار الثبات..

ثم كل الذين أحببتهم ضاقت قلوبهم عليّ.

وها أنا كعادتي أكتب نصوصاً طويلة في رثاء الأشياء التي رمتني، أختي تمدد قدميها مستريحة في ذكريات الأحبة.

في الحظ، أخذت القسم الصغير المحروق، وأخذت أختي زاوية الشوكولا الكبيرة.

أصغر أكثر كلما حزنت، هذا سبب لا ينفع أن أقوله لأمي القلقة.

أنا أنكفئ على نفسي كنبتة بدائية كلما اقترب أصبع الحزن مني، أغمض عيني وأحاول ألا أترقب لحظة انقضاضه علي.

أختي ينبت لها مخالب وشوك على ظهرها.

أخذت حصصاً أصغر من كل شيء، و وهبني الرب حصة دسمة من القلق.

أعتقد اليوم -بعدما فهمت سياسة الله القاسية- أن أكبر حصة من القلق جعلتني أحصل على أصغر حصة من الطعام، وأصغر مقاس في الملابس والأحذية، وأصغر شيءٍ من كل شيء، ها أنا ذا أعرف سبب هذه القلة إذاً.

المعضلة الوحيدة الباقية أنني لا أملك أختاً كبرى

من سرق حصصي كلّها يا رب؟

من أخذ بقيّتي؟

جولي بيطار