جناحان

امرأةٌ تشقُ شرنقة التاريخ، وتخرج بكل الأسماء والأديان والبلدان..
امرأةُ التاريخ تلك. جاءت من صلب هولاكو، وأقسمَتْ أن تُحرِقَ قبائل عينيه جميعها..
غمسَتْ قدميها بمنفضةِ أفكاره. حتى ابتلَّت ساقها السرمدية بأرقهْ
ربطَتْ شالَ النارِ على خصرها. وبكى.. بكى على ريحِ النهاوندِ الحزينْ
حدَّثَني عن خصرها الباكي. وقال:
 (كان… خلخالها الثقيل..  عيناها المحملتان بثأر قديم …زِندُها العتيق.. شعرها الهائج. وصرةُ العدم التي في نحرها.. لامستها قبلتها.. فنالت مني وقبضتني إليه.. وكان.. وما أنا الآن.. سوى وحمة على عنق امرأة تمخضها الزمان..
جاءني صوته من الأزل:
(قد شاخ الحزن في عينيها..)
فرد صوتي من الأزل نفسه
(أخرق!!وصدقْتَها!! هذا الحزن شيخ لعوب..)
يقاطعني الآن صوت من أعماقي يقول:
(أنا أخرقٌ قبلك.. صَدَّق الشيخ اللعوب ليجمعنا هذا الأزل سوياً..
جالت صحراء قلبي، ثم خرجت منها بعد أن ربطت شعرها بعظمة صدري معلنة النصر..
أنا عالق قبلك في صرة العدم هذه.. أنتظر منذ دهورٍ أن تنفضَّ وأعودَ رجلاً في كونٍ جديد).

رشا الشمّاس

Leave a Reply