طفلتك الصغيرة

طفلتك الصغيرة
وضلعك الناقص
فتاة تشغل في سريرها صوت حشرجة قلبك
صوت طقطقة مفاصلك وأنت تحبها مثل عجوز ينتقل ببطء
بين القبلة والحذاء
وتنام على جنبها الأيمن
كي يبقى قلبها حراً إن حاول الزحف إليك

وتكتب كي تعيش
دون أن تدرك أنها كل ليلة تدس أوراقها بين جفنيك
وتأمل أن تمر في حلمك

ثم ماذا؟
تسأل فتاة غسلت شعرها
واختبأت من المرآة
كي لا تراها وهي تمسح الحب عن جسدها في الصباح
بخرقة زرقاء
وتمشي إلى الحياة بكاحل ملتوٍ
وخطوات تبدو كأنها علامات الأمس الموسيقية

ثم ماذا؟
يسأل رجل يغمس رجليه في الماء
ويمد يده إلى الضفة الأخرى ليتحسس رحمها
ثم ماذا؟
يمسد على جرحها ويخبرها أنها خرجت من القمقم
وأن العالم والأمنيات كلها لها
ثم يعبئ دلو غدها
بخدوش وقبل وحسرات نافرة

قالوا أن الحب بحيرة في الصوت
كل الكلام الذي ترميه فيه يبدو أنه يغرق ويغرق
بينما كل الصنانير
تصطاد أنفاساً طويلة

طفلتك الصغيرة
تشعل ضوءاً وترى في المرآة ظهرها
حيث ينغلق عمودها الفقري مثل قفص
وتفكر بأي لون تصبغ فجوة واسعة
كي تخفي تحتها البحيرة
بعد أن بدلت ترتيب فقراتها، وألوانها
وتخبرك أنها لا تريد العالم
وتريد يديك الضاحكتين وكذبك الطويل

وتكتب كي تموت
وتتوق أن تخلع شالها على شجرة توت
ما معنى أن تكون الحياة مثل حريق بعيد
وأن تشتهي النوم مكان أي غصن مقطوع
في شجرة ليست وحيدة

وتزيح في كأس كل يوم مكاناً للسموم
وتكتب كي تعلق ترياقها على ذيل حنجرتك
وتتبعك مثل ندمك الذي دفنته
وتحبك مثل غرفة صغيرة وغامضة
فيها سرير طبع عليه جسدين
ولا تنسى كل يوم أن تعيد تغميق حدود ظلك
على الشراشف
وتحفر بإصبعها خطاً صغيراً
هو ضلعك الضائع
تسميه “أنا”
وتعود إليه

 

مروة ملحم

Leave a Reply