أحلام الغابة

لا أذكر بمن حلمت البارحة
لكن أصابعي حتى الآن، تهتز
كما لو أنها تزحف من كتف إلى عنق
وباطن كفي يهمد على شريان نابض
يغلي دمي
وأعلم أنني خلية لحوحة في نسيج العالم الباهت
والنار على أجنحتي، تبدل لون لهيبها
بحسب مزاج الطقس
لا أذكر من غرد في جذعي البارحة
لكنني في الغابة وحيدة
أيدٍ تمر على خصري ولا تقف
اللمسات العابرة تنحتني
وأتبع قلبي إلى كهف النهدات
صدر العالم ضامر
لا مكان لي كي ألقي رأسي
فألقيه في البحر
والبحر يعيده إلي
تهب العناقات كموجة جامحة
فأغمض عيني وأسبح
مع أنني لا أتذكر، بمن حلمت البارحة
لكنني أتذكرك، على حافة لحمك
رسمت مداراً مضيئاً
أخطو إليه في العتم
حين تسرقني الأحلام
حين أحلم
لا أعرف من يعيش في جسدي
لمن الملح على شفتي
من يتتبع آثار جلدك على الرياح؟
تبدو بعيداً
لكن يديك المشعتين
كانتا تنفخان في ضبابي
ثم عبرتا فيه مثل نسر
أردت أن تكون انا
التي بين ضلوعك
لذا فردت أغصاني لعناق في الهواء
واستقبلت الصفير كمقبرة للأرامل
كل أمواتي عشن
كل عنقاواتي نهضن

مروة ملحم

Leave a Reply