جيل المصيبة

هذي البلاد تحسبُ العمرَ كيسَ حجارة، تُحمّلك السنوات التي مضت دونك لتعرف ثقلها، و لتعتاد تعب العمر الآتي.

نحن، أبناء هذا الجيل، ألزمتنا بلادنا منذ اليفاعة بتبني رأي أو قضية كموضة نواكبها لنحصّل جزءاً من منبر أحاديث السهرة، رأي أُجبرنا على تغييره مئات المرات لأنه كان يخذلنا في كل مرة.

نحن الذين واكبنا ضعف البلاد، غشها، مرضها، كذبها، و هرموناتها التي جعلت من كل شيء يبدو أصعب.

نعم لجيل التسعينات سمة أساسية

أن كل شيء عليهم.. أصعب..

كانَ على جيلنا المغادرة، هذا كلُّ مافي الأمر، كانَ علينا أن نكرهَ هذه البلاد ونَبكيها في الوقت نفسه.

/تخيل أنك في سفينة مع من تحب وعليك رمي البعض لتبقى على قيد الحياة.. من تختار؟! /

كانت هذه لعبة “الصراحة” الخاصة بهذا الجيل، أن تُخيّر بين ما تحب وتهيئه للموت، كان الجواب هو البلاد طبعًا .. أرمي بلادي في البحر، تذوب هي بماء الملح وأتخلص أنا من ثقل قلبي الزائد.

استطاعت هذه البلاد أيضا أن تشعرنا بأننا عبء كامل، تقول لنا :

لو كنتم أصغر قليلاً لكان انتهى كل شيء قبل أن تولدوا، أو أكبر قليلاً كنتم ستفقدون الأمل أسرع.

نحن خط الوسط، ندافع ونهاجم

ندافع عن أنفسنا من تقنين الكهرباء وانقطاع الماء، قذائف الهاون، التفجيرات، العطل الإجبارية ، دور الغاز، المازوت، آباءنا المكسورين، فرع الجامعة المكروه، أحلام السفر، السفر، التهريب، النظامي، الحر، الإخوان ، التأييد، المعارضة، الانتخاب، الاستفتاء.. و البلاد التي لم ترنا في ازدحام العمر.

ونلعب دور الهجوم بأننا قد نجونا مما هو أصعب لن يضيرنا حمل آخر. نهاجم الحياة بيأسنا..

نحن لم نتسلح بالحب، تعلمنا أن الظروف هي الحاكم

و أن الوحدات و ال 100 رسالة ب 100 ليرة تجعل علاقتك أجمل .

لم نتسلح بالحب فلا ثبات شهدناه لنؤمن أن هذا الحب يبقى ولا يزول.

تعلمنا أن لا ثبات إلا فيما سنحكيه لأولادنا يوماً ..

“سمّونا جيل المصيبة.”

أليسار الصايغ

Leave a Reply