الكابوس

لا تنتظر انتهاء الكابوس، إنها الحقيقة، مت وحسب…

أصير سمكة عندما أحزن، يتحرشف جلدي وتهزه الريح الذائبة في الماء، أتجول بعيون جاحظة بلهاء وجسد منفوخ بمحاولات النسيان، أتجعد حين أحزن، مثل وجه الساحرات، مثل ريش مكانسهن الذي يجمع كل غبار المداخن، أتسع مثل فكي تمساح لأبتلع نهراً بضفادعه وديدانه ثم أغز أسناني في جسد الأرض القاحلة وأصرخ من الجفاف، أجف حين أحزن، أجف أجف..

أصير قبيحة وبغيضة.

مثل بيت مهجور في طرف الغابة، تزوره الأيام مثل أطفال في قصص المغامرات، تأتيه المشاعر مغلفة بالنايلون، ينفرش على أرضه دبق البلاستيك وتتمرغ فيه المشاعر، وتتمرغ فيه اللمسات التي نوزعها على يدي بعضنا وأكتاف بعضنا وظهور بعضنا وأقفية بعضنا،  ونحن ندفع بعضنا نحو آخر النفق.

تخيل بيتاً يركض بأشباحه وأبوابه المخلعة نحو ضوء في آخر النفق، تخيله يزمّ جدرانه ويطبق سقفه على أرضه كي يمشي في النفق، تخيل النفق يطول ويطول مثل ضحكة ساخرة، والضوء يضيق ويضيق مثل ذكرى.

تخيل بيتاً يتقيأ نهراً، ونهراً كله دموع تماسيح، وأسماكاً بلا أجساد ملونة، بعيون جاحظة فقط، هكذا يكون الحزن، كابوس طويل لا ينتهي، إلا بموت أطول منه.

مروة ملحم

Leave a Reply