يد باردة في النبع

لاذع وبارد، ومحتشد بالخيالات
يشبه النبع الذي سقطت فيه يدي
وأنا أغسلها من صوته ومن أنفاسه
ويشبه حقيقةً تتسع كلما حفرنا أكثر
يصير غابةً ثم بحراً ثم نجماً آفلاً
هذا الحب
كنت أود لو يصير ضوء منارة
ولو أرى حبيبي منعكساً على السماء

بظله الطويل
عيناه المصوبتان نحو الأعلى
وانشغال يديه
أنساني ما تعرفه العاشقات الصغيرات
ما تقوله أغنيات البحارة العجائز
وأنساني،
أنه لا يمكنك أن تقنعي رجلاً تحبينه
بأن يتريث ريثما تستعيدين يدك الغارقة
ولا يمكنك التفاهم مع المسافة الفاصلة
بين شفتيكِ وعنقه
طالما يعبر الوقت بينكما كصفيرٍ في الليل
فقط خذيه إلى النبع
و أشهديه صعود قبلةٍ من الماء

غائبةٌ ومغيبة
وأحاول أن أسند رأسي لكن جدران المدينة كلها
ذابلة ومغبرة
وأحاول منذ مدة أن أقول له: حبيبي
وأن أجمع دمعاً يكفي للانهيار حزناً
والألم يغيب قليلاً
ويعود قليلاً
مثل مركبٍ متردد
والحياة تحته مالحة وعكرة،

أقول للعالم أني لا أملك بحراً أغرق فيه وحدي
وأني لا أصلح للغرق في بحور الآخرين
وأن صوتي الآن صدئ ومسكين
ويداي باردتان في القاع
لكن الطريق ينفتح مثل كذبة قديمة
فأختبئ في السر الذي أخفيه عن نفسي
وأقول أنني لم أعرف الحب
والرجل الذي يعض جماله قلبي
يمحوه النهار
ولا يمحو كلامه

امرأة تتضاءل مثل شمعة
لا تستطيع مجابهة الليل وحيدة
وتحب رجلاً ذابلاً ومغروراً
تحب يديه المشغولتين
وظله وعنقه
ومثل كل الذين يتألمون دون ضجيج
تسقط يدها في النبع
وتجفل من البرد والندم

 

مروة ملحم

Leave a Reply